من الامراض النفسية التي يمكن ان تصيب الانسان ومنها الوسواس الذي يصيب الانسان ويجب اللجوء الي طبيب نفسي للمساعدة
التخلص من الوسواس نهائيًا
توجد العديد من أنواع الوساوس التي ترتبط بالمواقف والقناعات؛ كوسواس الباب غير المغلق، ونقض الوضوء، والصلاة التي يشوبها النقص، والنظافة المبالغ بها، والترتيب الوسواسي للمنزل أو المكتب أو غيره، ويحتاج من يصاب بالوسواس القهري إلى العلاج الذاتي لنفسه للتخلص من هذه الأفكار، ويكون ذلك العلاج نفسيًا عن طريق تغيير القناعات والتخلص من الأوهام والمخاوف الخارجة عن المنطق، ويمكن التخلص من الوسواس ذاتيًا عن طريق ما يأتي:
- عدم السماح للأفكار بالسيطرة على الرجل: إذ ينبغي على الرجل أن يتحكم بنفسه وأن تكون قراراته ملكه وحده وألا تتسع دائرة التفكير الخاصة به لتصل إلى الأوهام التي لا نهاية لها ولا صحة لما تخبره به، فكلّ الأفكار التي تتسلط على الإنسان هو نفسه قادر على ردّها، فينبغي على الرجل الثقة بنفسه وعدم ترك مجال للأفكار بالإلحاح عليه.
- عدم لوم الذات: كثيرًا ما تدفع الأفكار الوسواسية الشخص إلى الشعور بالذنب أو الخوف، فيصيبه القلق ويلوم نفسه ويؤنبها، وهذا الأمر لا ينبغي أن يؤثر سلبًا على المريض؛ إذ إن الإنسان بطبيعته يمتلك بعض السيطرة على بعض الأشياء التي تحدث له؛ كالأفكار المجنونة أو المزعجة، حتى الأشخاص الذين لا يعانون من الوسواس القهري.
- القرب من الواقع والإدراك: يجب التفريق بين الوهم الذي يسبب الوسواس واليقين الذي يضعك في دائرة الحقيقة، فالأفكار الوسواسية غالبًا ما تكون غير صحيحة، فلا يُكترث لها حتى تحدث بصورة ملموسة، ويجب إعادة الأشياء إلى طبيعتها، وعدم الإكتراث للتفكير في تبعات الأمور ونتائجها غير الواقعية.
- عدم التركيز في الوساوس: وهنا يجب على الرجل أن يكون عقلانيًا وأن يضع الأفكار الوسواسية في خانة ضيقة في حياته، وأن يردد بصوت مسموع أن هذه الفكرة وسواسية وغير صحيحة لتجنب الوقوع بها وتكرارها، وهنا يجب أن يكون قويًا داخليًا وقادرًا على مواجهة نفسه ويضع حدًّا لكل ما يتوارد لديه من وساوس.
- تقبُّل الحال ومحاولة التغيير باتخاذ داعمين: لا بأس إن اعترف المريض أمام نفسك بأنه يمرّ في حالة من الوسواس والهوس عند التعامل مع مواقف معينة، فالتقبُّل هو أول مراحل العلاج الصحيح، وهنا يجب التعرُّف على الوسواس وعلاجه ومعرفة أسبابه، والوعي بما هو عليه ليكون قادرًا على مواجهة نفسه، وأن يضع حدًا لهذه الأفكار، ويمكن أيضًا عن طريق الحصول على الدعم، إذ قد تتفاقم حالة الوسواس القهري عند الشعور بالعجز والوحدة، لذلك من المهم اتِّخاذ داعمين، فكلما كان المرءُ متصلًا بأشخاص داعمين كلما كان أقل عُرضة للخطر، حتى أنّ التحدث إلى شخص متفهم حول المخاوف قد تجعلها تبدو أقل تهديدًا.
- مراجعة الطبيب المختص: ينبغي ألا يقف المريض مكتوف الأيدي أمام نفسه ولا يتخذ من علاجه الذاتي لنفسه سببًا لعدم مراجعة الطبيب المختص بعلاج الوسواس؛ إذ توجد بعض الأدوية التي تثبط التفكير السلبي، فضلًا عن جلسات العلاج النفسي التي تساعد كثيرًا في ذلك، ومن المُمكن أن يتّبع الأطبّاء عدّة طرق علاجيّة، منها:
- العلاج النفسي: يلجأ الأطباء النفسيين إلى توظيف أساليب العلاج السلوكي المعرفي في علاج حالات الوسواس القهري، وقد يحاول الطبيب في البداية تفصيل المشاكل الوسواسية والقهرية إلى أجزاء يسهل التعامل مع كلّ واحدة منها على حدة، مثل: الأفكار، والمشاعر البدنية، والسلوكيات، ثم يأتي بعد ذلك دور تحفيز المريض على مواجهة مخاوفه وتأهيله لمواجهة الأفكار الوسواسية دون موازاتها بسلوكيات قهرية، وهذا الأمر قد يبدو صعبًا ومثيرًا للقلق في البداية، لكن نسب القلق والخوف تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع مرور الوقت، وعلى أيّة حال قد يلزم توفير 10 ساعات من جلسات العلاج النفسي، بالإضافة إلى تمارين أخرى منزلية لعلاج الحالات الخفيفة من الوسواس القهري، ويعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الوسواس القهري، وينطوي على عنصرين:[٦]
- علاج التعرض والوقاية من الاستجابة: وهو العلاج الذي يتطلب التعرض المتكرر لمصدر الهوس.
- العلاج المعرفي: وهو علاج يركّز على الأفكار الكارثية والإحساس المبالغ فيه بالمسؤولية، إذ إن جزءًا كبيرًا من العلاج المعرفي للوسواس القهري هو تعليم المصاب الطرق تاصحية وتافعالة للاستجابة للأفكار الهوسية دون اللجوء إلى السلوك القهري.
- العلاج الأسري: قد يُسبّب الوسواس القهري مشاكل في الحياة الأسرية والتكيف الاجتماعي، لذا فإن العلاج الأسري يمكن أن يساعد في تعزيز فهم الاضطراب وتقليل الخلافات العائلية، كما يمكن أن يحفز أفراد الأسرة ويعلمهم كيفية مساعدة المصابين من المعارف بالوسواس القهري.
- العلاج الجماعي: وذلك من خلال التفاعل مع من يعاني من الوسواس القهري، إذ يوفر العلاج الجماعي الدعم والتشجيع ويقلل من مشاعر العزلة.
- العلاج الدوائي: يبدأ الأطباء النفسيين بوصف الأدوية في حال كانت حالة الوسواس القهري شديدة جدًا، أو في حال لم يُجدِ العلاج النفسي نفعًا، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى وصف فئة من الأدوية تُدعى بمثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية التي تزيد مستوى مادة السيروتونين في الدماغ، لكن الكثيرون يحتاجون إلى مرور 12 أسبوعًا حتى يبدؤوا بملاحظة تحسن ملحوظ على حالتهم بعد تناولهم لهذه الأدوية، لذا ليس من الغريب أن يحتاج البعض إلى مرور سنة كاملة أو أكثر حتى تختفي أعراض الوسواس القهري لديهم، لكن يبقى لهذه الأدوية أعراضًا جانبية كثيرة لا بد من ذكرها، مثل: الشعور بالتهيج والقلق، والإسهال أو الإمساك، ومشاكل النوم، والصداع، وانخفاض الشهوة الجنسية، بالإضافة إلى زيادة حدة الأفكار السوداوية والانتحارية، لكن غالبًا ما تتحسن هذه الأعراض لاحقاً بعد تعَود الجسم عليها.
- العلاج النفسي: يلجأ الأطباء النفسيين إلى توظيف أساليب العلاج السلوكي المعرفي في علاج حالات الوسواس القهري، وقد يحاول الطبيب في البداية تفصيل المشاكل الوسواسية والقهرية إلى أجزاء يسهل التعامل مع كلّ واحدة منها على حدة، مثل: الأفكار، والمشاعر البدنية، والسلوكيات، ثم يأتي بعد ذلك دور تحفيز المريض على مواجهة مخاوفه وتأهيله لمواجهة الأفكار الوسواسية دون موازاتها بسلوكيات قهرية، وهذا الأمر قد يبدو صعبًا ومثيرًا للقلق في البداية، لكن نسب القلق والخوف تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع مرور الوقت، وعلى أيّة حال قد يلزم توفير 10 ساعات من جلسات العلاج النفسي، بالإضافة إلى تمارين أخرى منزلية لعلاج الحالات الخفيفة من الوسواس القهري، ويعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الوسواس القهري، وينطوي على عنصرين:[٦]
- مكافأة النفس: يمكن للكثير من الناس اتِّباع العديد من الاستراتيجيات التي من شأنها تغيير عاداته، إذ يتّفق العديد على أنّ الاستراتيجية الأفضل هي الاستراتيجية الأكثر متعة، ويقصد بذلك تقديم المكافآت للنفس بعد التمكن من اجتياز هدف معيّن وضعه الشخص في ذهنه مُسبقًا؛ فعندما يكافئ الشخص نفسه على أمر ما فإنه بلا شك سوف يشعر بالحيوية والرضا، مما يعزز من قيادته الذاتية والتي بدورها تساعد في الحفاظ على العادات الصحية، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تلقّوا العلاج على شكل هدية مفاجئة أو مشاهدة فيديو مضحك، اكتسبوا مزيدًا من القدررة على ضبط النفس.
العلاج النفسي والتّغلب على الوسواس القهري
يُقدَّم العلاج النفسي للمصابين بالوسواس القهري من قبل الباحثين ومقدمي الرعاية الصحية للحدّ من شدة أعراض هذا المرض النفسي؛ فالعلاج النفسي للوسواس القهري يهتم بالتغييرات في السلوك والأفكار والتي تُسمى الإدراك، فمن المعلوم أنّ العلاج السلوكي أفضل من العلاجات الدوائية لدى البالغين والأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري، ولكن عند الضرورة يجمع مقدمو الرعاية الصحية بين العلاج السلوكي للوسواس القهري والأدوية من أجل الحصول على أفضل نتيجة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التغلب على مشكلة الوسواس القهري بحسب ما أشار علماء النفس، ويبدأ ذلك بالتكيف مع حقائق المرض ومنها:
- الشعور المستمر بالشك والقلق والشعور بالذنب والتقصير من السمات الرئيسة لتشخيص المرض.
- يمكن للمصاب السيطرة على سلوكياته المتعلقة بالمرض، إلا أنه يصعب السيطرة على الأفكار.
- لا يقتصر علاج الوسواس القهري على استخدام الأدوية العلاجية فقط، إذ يعد العلاج السلوكي أكثر فعالية للسيطرة على دوافع المرض.
- بالرغم من حاجة المصاب إلى الدعم المعنوي وتلقي النصائح من الآخرين، إلا أن التغلب على الوسواس القهري يعتمد على المصاب فقط، خاصةً ما يسببه البعض من إزعاج ومضايقة للمصاب وتذكيره بسلبيات المرض.
- التغلب على الوسواس القهري لا يحدث في وقت قصير، لذا لا يجب التركيز على طول المدة فقط.
- من ضمن الاحتمالات المرافقة للمرض إمكانية عودة هواجس الوسواس خلال فترة العلاج.
- دفع الأفكار المرافقة للوسواس يزيد من سيطرتها، لذا يجب تعلم كيفية التعامل معها دون تجنبها.
- لا توجد طريقة علاجية واحدة لجميع المصابين بالوسواس القهري، لذا لا يجب أخذ النصائح من مرضى آخرين وتطبيقها.