إن تراكم مادة البيليروبين في الدم وأنسجة الجسم وبالتالي فإن كل ما قد يعطل حركة البيليروبين من الدم إلى الكبد ثم خارج الجسم يمكن أن يسبب اليرقان وتنقسم أسباب اصفرار الجسم عند البالغين
يرقان ما قبل الكبد: أو اليرقان قبل الكبدي (بالإنجليزية: Pre-hepatic jaundice) ويحدث عند التعرض لحالة أو عدوى تؤدي إلى تسريع تحلّل خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي لارتفاع مستويات البيليروبين في الدم وظهور أعراض اليرقان.
- اليرقان الكبدي: (بالإنجليزية: Intra-hepatic jaundice) ويحدث نتيجة تُعطّل قدرة الكبد على معالجة البيليروبين بسبب تعرضه للتلف، وذلك إمّا بسبب العدوى أو التعرض لمادة ضارة.
- يرقان ما بعد الكبد: أو اليرقان بعد الكبدي (بالإنجليزية: Post-hepatic jaundice) يحدث بسبب عدم قدرة المرارة على تحريك العصارة الصفراوية في الجهاز الهضمي نتيجة تلف الجهاز الصفراوي أو التهابه أو انسداده.
يرقان ما قبل الكبد
تتضمّن أسباب يرقان ما قبل الكبد ما يأتي:
- اليرقان الكاذب: (بالإنجليزية: Pseudojaundice) وهو شكل غير ضار من اليرقان يحدث عادة عند تناول كميات كبيرة من الجزر أو اليقطين أو الشمام؛ حيث يصفرّ الجلد نتيجة وجود فائض من البيتا كاروتين وليس من زيادة البيليروبين.
- فقر الدم الانحلالي: (بالإنجليزية: Hemolytic anemia) حيث يزداد إنتاج البيليروبين نتيجة تحلّل كميات كبيرة من خلايا الدم الحمراء كما في فقر الدم الانحلالي.
- الملاريا: يمثّل الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) عدوى تنتقل عن طريق البعوض لتصل مجرى الدم، وينتشر في المناطق الاستوائية من العالم.
- فقر الدم المنجلي: يصيب فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anaemia) ذوي البشرة الداكنة في الكاريبي وإفريقيا وبريطانيا بصورة شائعة، ويمثّل حالة جينيّة تؤدي إلى نمو خلايا الدم الحمراء بشكل غير طبيعي.
- الثلاسيميا: يمثّل الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassaemia) حالة جينيّة مشابهة لفقر الدم المنجلي من حيث تأثيرها في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وهو شائع بين سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وتحديدًا من هم من أصل جنوب آسيا.
- متلازمة غلبرت: (بالإنجليزية: Gilbert’s syndrome) وهي حالة جينيّة شائعة تتمثّل بتراكم البيليروبين في الدم الذي يُعزى إلى بطء نقل البيليروبين من الدم إلى الكبد أكثر مما ينبغي.
- متلازمة كريغلر- نجار: (بالإنجليزية: Crigler-Najjar syndrome) وهي حالة جينيّة نادرة تتمثّل بغياب أحد الإنزيمات الهامة التي تلعب دورًا في المساعدة على إخراج البيليروبين من الدم إلى الكبد.
- كثرة الكريات الحمراء الكروية الوراثي: (بالإنجليزية: Hereditary spherocytosis) وهي حالة جينيّة غير شائعة تؤدي إلى جعل عمر خلايا الدم الحمراء أقصر بكثير من المعتاد.
اليرقان الكبدي
يحدث اليرقان الكبدي في حالة تعرّض الكبد للتلف، وفيما يأتي أبرز الأسباب المسببة له:
- التهاب الكبد الحاد: (بالإنجليزية: Acute inflammation of the liver) الذي قد يؤدي إلى تراكم الكبد بسبب إضعاف قدرته على اقتران وإفراز البيليروبين.
- التهاب الكبد الفيروسي المعدي: كالتهاب الكبد الوبائي أ، والتهاب الكبد الوبائي ب، والتهاب الكبد الوبائي ج.
- مرض الكبد الكحولي: (بالإنجليزية: Alcoholic liver disease) حيث يتلف الكبد نتيجة استهلاك الكحول.
- داء البريميات: (بالإنجليزية: Leptospirosis) وهو عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق الحيوانات وخاصة الفئران، وهو شائع في المناطق الاستوائية في العالم.
- الحُمّى الغدّية: (بالإنجليزية: Glandular fever) أو كثرة الوحيدات العدائية وهي عدوى فيروسية يسببها فيروس ابشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr virus).
- إساءة استخدام الأدوية: ومن أبرز أسبابها تعاطي المواد المخدرة التي تعطي شعورًا بالانتشاء أو استخدام مسكنات الألم وتحديدًا الباراسيتامول بجرعات كبيرة .
- التعرض لمواد مُضرّة بالكبد: مثل الفينول؛ وهو مركب يستخدم في صناعة البلاستيك، ورباعي كلوريد الكربون؛ وهو مركب كان يُستخدم في الماضي في عمليات عدة كالتبريد والآن يخضع لرقابة صارمة لتقليل استخدامه.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي: (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis) يمثّل التهاب الكبد المناعي حالة نادرة يُهاجَم فيه الكبد من قِبَل جهاز المناعة؛ وهو خط دفاع الجسم الطبيعي ضد العدوى والأمراض.
- التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي: (بالإنجليزية: Primary sclerosing cholangitis) وهو نوع نادر من أمراض الكبد يسبّب التهاب الكبد المزمن.
- متلازمة دوبين-جونسون: (بالإنجليزية: Dubin-Johnson syndrome) وهي حالة وراثية نادرة يتعذر فيها الكبد عن اقتران البيليروبين مع العصارة الصفراوية تمهيدًا لطرحها خارج الكبد.
- تشمع المرارة الأولي: (بالإنجليزية: Primary biliary cirrhosis) وهي حالة نادرة وغير مفهومة بشكل كبير تؤدي إلى تلف الكبد تدريجيًّا.
- سرطان الكبد: (بالإنجليزية: Liver cancer) وهو سرطان نادر يتطور داخل الكبد وهو غير قابل للشفاء.
يرقان ما بعد الكبد
في الحقيقة قد يحدث اليرقان بسبب انسداد أو تضيّق القناة الصفراوية المشتركة مسبّبًا تسرّب العصارة الصفراوية المحتوية على البيليروبين إلى مجرى الدم بحالة تُعرف باسم اليرقان الانسدادي أو يرقان ما بعد الكبد؛ وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ العصارة الصفراوية من كافة القنوات الصفرواية الصغيرة في الكبد تصب في قناة أخرى هي القناة الصفراوية المشتركة، وفيما يأتي أبرز الحالات المؤدية لحدوث هذا النوع من اليرقان:
- حصوات المرارة: (بالإنجليزية: Gallstones) تكون العصارة الصفراوية عادةً ذات طبيعة سائلة إلّا أنّ الحصوات قد تتشكّل فيها أحيانًا، وعادة ما تتشكل معظم الحصوات داخل المرارة ولا تسبب أية مشاكل، ولكن في حال خروج الحصوات من المرارة فإنها قد تعلق في القناة الصفراوية المشتركة مما يحول دون قدرة العصارة على المرور من القناة نحو الأمعاء وبالتالي تتسرب إلى مجرى الدم مسبّبة حدوث اليرقان؛ إلّا أنّ ذلك غير شائع.
- التهاب القناة الصفراوية: حيث يمكن أن يؤدي ذلك لمنع إفراز العصارة الصفراوية والتخلص من البيليروبين مما يسبب اليرقان.
- الركود الصفرواي: (بالإنجليزية: Cholestasis) يمثل الركود الصفرواي حالة تنقطع فيها تدفق العصارة الصفراوية من الكبد، بحيث تبقى هذه العصارة التي تحتوي على البيليروبين في الكبد بدلاً من إفرازها.
- التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis) حيث يمكن أن يتسبب التهاب البنكرياس بتضخّم البنكرياس مما قد يؤدي لمنع تدفق العصارة الصفراوية.[٥]
- رتق القناة الصفراوية: (بالإنجليزية: Biliary atresia) وهي حالة مجهولة السبب تكون فيها كل القناة الصفراوية أو جزء منها ملتهبة، ممّا يؤدي بعد ذلك إلى تندب أو تليف القنوات الصفراوية بالإضافة إلى تضييقها وانسدادها.
- سرطان المرارة: (بالإنجليزية: Cancer of the gallbladder) قد ينمو سرطان المرارة ليؤدي لإغلاق القناة الصفراوية المشتركة.
- سرطان البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatic cancer) قد يحدث سرطان البنكرياس في رأس البنكرياس وقد يمنع تدفق العصارة الصفراوية.
أسباب اصفرار الجسم عند الأطفال
يمكن أن يكون اليرقان لدى الأطفال علامة على وجود انسداد في القنوات الصفراوية، أو قد يكون بسبب حالات تمنع الكبد من معالجة البيليروبين بشكل مناسب، ومن الضروري مراجعة الطبيب إذا ظهرت على الطفل أي علامة من علامات اليرقان، والذي سيوصي بإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف السبب الكامن وراء ذلك، ويمكن التطرّق إلى الحالات التي قد تؤدي لليرقان عند الأطفال فيما يأتي:
- حصوات المرارة (بالإنجليزية: Cholelithiasis)؛ وهي بلورات تتراكم في المرارة وتسد القناة الصفراوية.
- الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية تسبب تلف خلايا الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسي أ؛ وهو الأكثر شيوعًا، والتهاب الكبد الفيروسي ب، والتهاب الكبد الفيروسي ج.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي؛ وهو اضطراب في الجهاز المناعي يجعل الخلايا المناعية تهاجم خلايا الكبد كما لو كانت عدوى.
- مرض ويسلون (بالإنجليزية: Wilson disease)؛ وهو حالة جينية تتمثّل بتراكم النحاس الذي يتم الحصول عليه من الأطعمة في الكبد.
- تشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)؛ وهو مرحلة متأخرة من مرض الكبد المزمن حيث يحلّ النسيج الندبي مكان نسيج الكبد الرخو والصحي.
- عدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infection).
- خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
- فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell disease).
- سُمّية الأدوية (بالإنجليزية: Drug toxicity).
- الإصابة بأمراض معدية يمكن أن تسبب اليرقان؛ مثل التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid) والملاريا.
أسباب اصفرار الجسم عند المواليد
كما أشرنا ينتج اليرقان عن تراكم البيليروبين في الدم، ويتسبب باصفرار الجلد والجزء الأبيض من العين، ويعدّ اليرقان حالة شائعة عند الأطفال حديثي الولادة حيث يطلق عليه طبيًا اليرقان الوليدي، ويعود سبب شيوعه لديهم لامتلاكهم أعدادًا كبيرة من خلايا الدم الحمراء في دمائهم، والتي تتحلّل ويتم استبدالها بشكل متكرر، كما أن كبد المولود الجديد يكون غير مكتمل النمو لذا فهو أقل فعالية في إزالة من البيليروبين من الدم، وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ المشيمة تتولى مهمة التخلص من البيليروبين من دم الجنين في فترة الحمل، وعندما يولد يتولى الكبد هذه المهمة، وغالبًا ما يزول اليرقان تلقائيًّا دون التسبب في أي ضرر عند بلوغ المولود حوالي أسبوعين من العمر نظرًا لأنّ كبده يكون أكثر فعالية في معالجة البيليروبين، ويمكن الإشارة إلى أسباب ارتفاع البيليروبين لدى المواليد فيما يأتي:
- اليرقان الفسيولوجي: يعتبر هذا النوع من اليرقان طبيعي؛ يحدث كرد فعل على انخفاض قدرة المولود على إزالة البيليروبين؛ إذ لا يستطيع المولود التخلص من البيليروبين خلال الأيام القليلة الأولى من ولادته، وغالبًا ما يكون من الصعب في البداية معرفة ما إذا كان اليرقان ناتجًا عن مشكلة أخرى.
- اليرقان المقترن بفشل الرضاعة الطبيعية: قد يعاني بعض المواليد الذين لا يرضعون بشكل جيد من الجفاف بسبب سوء التغذية، كما أن ذلك يسبب انخفاض تبول المولود مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين الجسم مسبّبًا الإصابة باليرقان.
- يرقان حليب الأم: يصيب المواليد خلال الأسبوع الأول ويبلغ ذروته في الأسبوع الثاني من عمر الطفل، ويمكن أن يستمر من ثلاثة أسابيع إلى 12 أسبوعًا، وقد يعزى سبب هذا اليرقان لوجود مادة في حليب الأم قد تعمل على زيادة كمية البيليروبين التي يمكن لجسم الطفل إعادة امتصاصها، ولا يعتبر هذا النوع خطيرًا ولكنه يتطلب إجراء فحوصات لمشاكل أخرى قد تكون خطيرة.
- داء الريزوس: (بالإنجليزية: Rh disease) وهو مرض انحلالي قد يصيب حديثي الولادة بسبب اختلاف فصيلة دمهم عن فصيلة دم الأم.