في الاونة الاخيرة انتشرت ظاهرة كبيرة حول العالم وهي البطالة التي يعاني منها معظم الشباب حول العالم وتحاول الدول ايجاد حل للمشكلة
أسباب البطالة في العالم
توجد العديد من الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة البطالة في العالم، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]
- المشاكل الاقتصادية : نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها الدول، والأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008م، وهي الأسوأ منذ عام 1980م، فقد أدت إلى ارتفاع الأسعار والتضخم وذلك أثّر بدوره على مختلف القطاعات عن طريق لجوء الشركات الخاصة إلى إعادة هيكلة الموظفين والاستغناء عن عدد لا بأس به منهم لتقليل التكاليف، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية التي جعلت الروبوت والأجهزة الذكية يحلّ مكان الموظفين العاملين مما جعلهم بلا عمل.
- زيادة النمو السكاني : زيادة النمو السكاني يؤدي إلى زيادة الضغط على السلع والخدمات وفرص العمل، مما يجعل الكثيرين بلا عمل رغم قدرتهم على العمل، فكلما زاد عدد السكان زاد الطلب على فرص العمل لحاجة هؤلاء الأفراد إلى التوظيف والمال، وعندما لا يرافق ذلك زيادة في فرص العمل فإن ذلك يؤدي إلى البطالة.[٤]
- كثرة عدد خريجي الجامعات والمعاهد : تعد من أهم أسباب البطالة والتي زادت في الفترة الأخيرة من تنامي المشكلة وتعقيدها وهي وجود العدد الهائل من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد في كافة الاختصاصات، أو عدم توفر المهارات المطلوبة في خريجي المعاهد والجامعات.[٥]
- الحروب والتهجير : وهي نوع من أنواع زيادة السكان التي تؤدي إلى توليد قوة ضاغطة على السلع والخدمات، فعند وجود حالة حرب في دولة ما فإن سكانها سيلجؤون إلى دول مجاورة، مما يزيد من الضغط على فرص العمل المتاحة في البلد المستضيف، وبالتالي تزيد فرص حصول حالات البطالة، وخير دليلٍ هي المملكة الأردنية الهاشمية التي كانت قد استقبلت الأشقاء السوريين على مرّ السنوات القليلة الماضية.[٦]
- الفساد : وهو أحد الأسباب التي تؤدي إلى البطالة؛ بسبب توظيف غير المؤهلين في مواضع لا يستحقونها عن طريق الواسطة أو المعرفة الشخصية، مما يمنع ذوي الاختصاص من الالتحاق بالوظائف التي يستحقونها.[٧]
حلول ظاهرة البطالة
تتعدد الحلول المقترحة لمواجهة ظاهرة البطالة، فهي تختلف باختلاف الدول، إذ يمكن إجمال بعض الحلول المقترحة فيما يلي:[٨]
- برامج التعليم والتدريب : يمكن للمبادرات أو دورات التدريب أو التدريس اللامنهجي الذي يستهدف مشكلة نقص المهارات المطلوبة في العمالة أن يركز على مهارات مختلفة؛ كمهارات التوظيف أو البحث عن عمل مناسب لمهارة الأشخاص وإجراء المقابلات أو الوصول إلى ريادة الأعمال حتى التعليم المهني، ويُرى في المستقبل دمج هذه الأنواع من التعليم في المناهج الدراسية الوطنية للمساهمة في معالجة الفجوة في المهارات لدى العاملين.
- وصول الشباب إلى رأس المال : قد يرى بعض الشباب حلًا لمشكلة البطالة بتوفر رأس المال، وبالنسبة لهؤلاء الشباب يجدر الإشارة إلى أنه لا يتعين عليهم الاعتماد على البنوك وحدها في الحصول على التمويل، فعلى سبيل المثال تتيح مواقع التمويل الجماعي مثل موقع Kiva.org وشبكات مثل شبكة Youth Business International للشباب في جميع أنحاء العالم الفرصة للحصول على الدعم الذي يحتاجونه لبناء مشاريعهم الخاصة والارتقاء بمستوى دخلهم.
- الوصول إلى الإنترنت وتوفر التكنولوجيا بأسعار منخفضة : مع وجود برامج مثل Facebook.org, Internet.org والمواقع الرئيسية مثل Computer Aid التي توفر تعليم تكنولوجيا المعلومات في 32 دولة مختلفة حول العالم، فإن مشكلة البطالة في حلٍ مستمر، في حين أن مثل هذا الحل لمواجهة البطالة يتطلب تطوير البنية التحتية والتي تعد السبب الرئيسي لنجاح مثل هذا الحل، ويُشار إلى تركيز الدول ذات الدخل المنخفض على هذا الحل نتيجةً لكونه حلًا مستمرًا لسدّ فجوة البطالة في تلك الدولة.
- مطابقة المهارات : يجب أن يبدأ القطاع الخاص والحكومة وأنظمة التعليم التعاون فيما بينهم لتحديد المعرفة والمهارات التي يجب تعليمها للشباب من أجل العثور على عمل يناسب قدراتهم ويوفوهم أجورهم، بالنظر إلى أن الشركات تعاني من عدم تطابق المهارات لدى عامليها، فإنها تحتاج أيضًا إلى خلق دور أكثر نشاطًا لتعزيز التعليم المناسب وبناء المهارات المناسبة للشباب في سنّ مبكرة، ويمكن لممثلي الموارد البشرية تقديم المشورة المهنية وتقديم المشورة بشأن البحث عن عمل كذلك.
- زيادة الإنتاج: تؤدي زيادة الإنتاج في القطاعين الزراعي والصناعي إلى زيادة فرص العمل في المجتمع، كما ينبغي تشجيع المشاريع الصناعية الصغيرة للأفراد.[٩]
- الحد من مركزية النشاط الصناعي: إذ تعد لا مركزية النشاط الصناعي ضرورية للحدّ من البطالة، فعند تركز الأنشطة الصناعية في مكان واحد ستقل فرص التوظيف في المناطق الأقل تطورًا، لذلك يجب على الحكومة تشجيع السياسات التي تحدّ من المركزية في الأنشطة الصناعية.[٩]
أنواع البطالة
يمكن تصنيف البطالة إلى عدة أنواع منها:[٢][١٠]
- البطالة الاحتكاكية: تنشأ البطالة الاحتكاكية عند مغادرة شخص عمله في شركة ما ويبدأ برحلة البحث عن وظيفة أخرى، فمن الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتًا لذلك، وإن هذا النوع من البطالة قصير الأمد ولا يُعد مشكلة من الناحية الاقتصادية، فما هو إلا نتيجة طبيعية لحقيقة أن عمليات السوق تستغرق وقتًا وجهدًا.
- البطالة الدورية: التغير في عدد العاطلين عن العمل على مدار الدورة الاقتصادية بفترات ركودها وانتعاشها، وتتزايد معدلات البطالة في مرحلة الركود عندما ينخفض الطلب فيقل الإنتاج، مما يجعل الاحتفاظ بعدد كبير من العاملين له تكاليف لا فائدة منها بالنسبة للشركات، ويحدث العكس في مرحلة الانتعاش الاقتصادي فيقل معدل البطالة.
- البطالة الهيكلية: تحدث البطالة الهيكلية بسبب التغير التكنولوجي في الهيكل الاقتصادي المعمول به في أسواق العمل، ويقصد بالتغير التكنولوجي استبدال الأيادي العاملة بالآلات بعد الثورة الصناعية، وهذا يؤدي إلى بطالة هؤلاء الذين كانوا يعملون بوظائف لم تعد توجد حاجة إليها، وإن تدريبهم لوظائف أخرى أمر صعب ومكلف ومضيعة للوقت، مما يؤدي إلى بقائهم عاطلين عن العمل لفترات طويلة أو خروجهم من سوق العمل للأبد.
- البطالة المؤسسية: هي البطالة الناتجة عن الدوافع أو العوامل الاقتصادية طويلة الأمد أو الدائمة، ومن الأساليب المتبعة للمساهمة في الحد من البطالة المؤسسية وخفض نسبتها؛ السياسات الحكومية مثل وضع حدّ أدنى للأجور، وبرامج المنافع الاجتماعية، وقوانين الترخيص المهني المحددة، وأجور الكفاءة والتوظيف التمييزي.
- البطالة الطوعية: عندما يقرر العامل أن يترك العمل لأنه لم يعد بحاجته ماليًا؛ فيكون معه المال الكافي الذي يسمح له بالبقاء في المنزل وانتظار الفرصة المثالية.
الآثار المترتبة على البطالة
تؤثر البطالة على الفرد ماليًا وعاطفيًا، كما يمكن أن تؤثر على الاقتصاد إذا ارتفعت نسبة البطالة عن 5% أو 6%، وعندما يكون الكثير من الناس عاطلين عن العمل تقل نسبة الإنفاق الاستهلاكي، وهو من المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد، وإذا استمرت معدلات البطالة في الارتفاع يمكن أن يؤدي ذلك إلى ركود أو كساد وحتى تضخم، وكلما قل الإنفاق الاستهلاكي من قبل العاطلين عن العمل تقل بذلك إيرادات الشركات، فتضطر الشركات بدورها إلى خفض التكاليف عن طريق تقليل عدد العاملين، مما يُسرع في حصول الكساد، ومن عواقب الركود الطويل أن يصبح العمال عاطلين عن العمل لفترات طويلة جدًا تمتد لأكثر من ستة أشهر، مما يعني ذلك أن مهاراتهم الوظيفية لم تعد تتوافق مع متطلبات الوظائف الجديدة المتاحة حاليًا، ولهذا السبب يعتقد العديد من الاقتصاديين أن الركود زاد معدل البطالة الطبيعي .[١]
نسبة البطالة عند الرجال
بدا واضحًا ارتفاع نسبة الرجال غير الباحثين عن عمل وغير العاملين خلال العقود الأخيرة، فحين يبدأ مكتب إحصاءات العمل بإحصاء الأسر وأخذ المعلومات عنهم، يلجأ إلى تقسيم الأشخاص البالغين إلى 3 مجموعات: الأولى هم الذين لديهم وظيفة ويعملون، والثانية هم الذين لا يعملون ولكن يبحثون عن عمل ولم يجدوه، والثالثة هم الذين لا يعملون ولا يبحثون عن عمل.[١١] وقد أظهرت الإحصاءات المتعلقة بالبطالة في مختلف أنحاء العالم بأن بعض الدول تمتلك نسبة بطالة مرتفعة، أما بعضها الآخر فقد أظهرت نتائج البحث الخاصة بها بأنها تمتلك نسب بطالة ضئيلة، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة البطالة في قطر حوالي 0.1%، وفي كمبوديا حوالي 0.2%، وفي البحرين 0.96% أما في الكويت فقد بلغت حوالي 2.1%، في حين أن نسبة البطالة في دول أخرى كانت مرتفعة، كفلسطين التي بلغت نسبة البطالة فيها حوالي 31%، والموزمبيق بنسبة 25.04%، بالإضافة إلى ليسوتو وسوازيلند التي بلغت نسبة البطالة لكلّ منهما حوالي 27.25% و25.04% على التوالي.[١٢]