الرئيسية / مدونة قلوب / سبب فشل الحياة الزوجية

سبب فشل الحياة الزوجية

من منا لا يرعب ان يحصل علي حياة زوجية ناجحة وان يبني بيت بكل الحب ولاكن هناك بعض الامور التي يمكن ان تكون خارجة عن ارادتنا وهذا يؤدي الي فشل الحياة الزوجية

أسباب فشل الحياة الزوجية

لا بد للوقوف على أسباب فشل الحياة الزّوجية من الإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه من خلال الاطلاع على العديد من الدراسات والمقالات التي بحثت في هذا المجال، وأكثر ما تميّز منها ما كتبه المتخصّصون في مجال علم الاجتماع والطّب النفسي في محاولات لتجنّب انهيار هذه العلاقة أو التّخفيف من تداعياتها على الأبناء والمجتمع وعلى الزوجين أيضًا، وما سنعرضه الآن سيكون دمجًا بين مختلف هذه الآراء حول هذه الظاهرة التي تهدد أمن المجتمعات واستقرارها:

  • الأسباب الشخصيّة: لكل طرف سواء الزوج أو الزوجة سمات إيجابيّة وسلبيّة خاصة به، وإذا فشل أي منهما في تطوير واستغلال الإيجابية وفشل في السيطرة على السلبيّة منها ستؤثّر كثيرًا على طبيعة العلاقة الزّوجية، وعند وجود هذه الصفات مع عدم السيطرة عليها لن يكون بمقدور أحد الطرفين الانسجام مع الآخر، وستغيب الألفة ويبدأ صراع ومسلسل طويل من الخلافات ينتهي بالانفصال، ومن هذه الصّفات:[٢]
    • الأنانية: وتعني تركيز أحد الزّوجين على اهتماماته واحتياجاته دون الانتباه لاهتمامات الطّرف الآخر بما في ذلك المشاعر العاطفيّة، فدائمًا ما يضع نفسه واحتياجاته في مرتبة أعلى من احتياجات الشّريك، ويعدها غير مهمّة.
    • انخفاض تقدير الذّات: وهي عكس الأنانيّة، إذ يضع الشّخص نفسه واحتياجاته في آخر سلّم أولويّاته، وقد يعد البعض أنّ هذه الصفة هي مرادف للتضحية والإيثار ولكنّها ليست كذلك، إذ يؤدّي إنكار الذّات وتدنّي الثقة بالنّفس مع إهمال الشّريك إلى تصحيح مثل هذه الصّفة في شريكه، وقد تكون من أسباب الرّغبة الملحّة لمن يشعر بإنكار الذّات إلى الهروب من هذه العلاقة التي فقد فيها نفسه دون وعي منه، ودون جهد من شريكه لإعادة ثقته بنفسه.
    • النّرجسية: وهي مرادف للاعتمادية والانهزامية، وتعني ميل أحد الطّرفين لاعتبار نفسه الضحيّة أو المظلوم في الحياة، وعليه يُلجأ لإلقاء اللّوم الدّائم على الطّرف الآخر ما عدا نفسه، وعادةً الشخص النّرجسي يكون انهزاميًا وغير قادر على تحمّل المسؤوليّة، فيلجأ للتظلّم الدّائم والتهرّب من المسؤوليّة، وتعد النرجسيّة مفهومًا متناقضًا تمامًا مع مؤسّسة الزّواج التي تعتمد على تحمّل المسؤوليّة.
    • الكذب والاحتيال والخداع: يمكن أن يعد كذبًا مرضيًا، إذ تندرج تحته الممارسات الاستعراضيّة والدراميّة الزّائفة والسطحيّة، ويعتمده الشّخص للتهرّب من مسؤوليّاته وعدم الرّغبة بمواجهتها، وتعد هذه الخصلة من أكثر الخصال السيّئة المسبّبة لانفصال الزّوجين.
    • حدة الطباع وخاصةً العدوانية منها: بالإضافة إلى العناد والعصبية، مما يؤدي إلى صراع دائم بين الزّوجين والكثير من المشاكل، فالقليل من النّزاعات بين الزّوجين يُعدها المختصّون صحّية، ولكن الكثير منها وباستمرار قد تكون علامة تشير إلى فشل العلاقة الزوجية التي تنتهي بالطّلاق.
    • غلق قنوات الاتصال بين الزّوجين: فالتّواصل بالعيون والكلمات هو أساس العلاقة الزوجيّة النّاجحة، وعندما يبدأ الأزواج بتنجنب النّظر لبعضهم أو عندما تقل الحوارات بينهم سواء المهمّة أو غير المهمّة، ويحل الصّمت والتّجاهل بينهما حتى لو كان دون نزاع أو مشاكل، فإنّه يكون نذيرًا بانهيار العلاقة الزوجيّة.
    • عدم القدرة على فهم الطّرف الآخر: فالقصور عن استيعاب احتياجات النّفس البشرية بشقّيها الإيجابي والسّلبي سبب محوري في تطور الخلافات الزوجية ووصولها إلى طريق مغلق، إذْ بنقصان هذا الفهم سيبحث الطرف المُجحَف بحقه عن صدرٍ رحب يستوعب سلبياته ويلبّي احتياجاته ورغباته من خارج نطاق المنزل، وبغياب الاحترام وانتحال الأعذار للمخطئ أو السّخرية منه باللفظ أو بالفعل سيكون مصير الحوار الفشل.
    • الإساءة اللّفظيّة أو الجسديّة: فإنّ العنف الذي يُمارس ضد المرأة بالضرب أو بالإهانة اللفظية سيولّد الحقد والكره وحب الانتقام، مما يجعل استمرار الحياة الزوجية ضربًا من المستحيل وجحيمًا تسعى الزوجة إلى الخروج منه بأسرع وقت وبأقل الخسائر.
    • الغيرة القاتلة: يوجد حدّ معقول من الغيرة التي تُشعر الطّرف الآخر بأنّه ما زال ضمن اهتمامات الشّريك، فهي خصلة إنسانيّة لا يستطيع الأزواج التخلّي عنها في حدودها المقبولة، وتكون من حين لآخر ضمن حدودها العقلانيّة، لكن عندما تتعدّى هذه الحدود وتصبح دائمة وشبه يوميّة وتكون نابعة من الخوف من الهجران أو الابتعاد، فإنّها تدخل ضمن الغيرة المرضيّة المضرّة بالعلاقة الزوجيّة، ومن أبرز علاماتها مراقبة دائمة للشّريك، والتفتيش في هاتفه الخلوي، والتشكيك الدّائم في سلوكاته، وتخيّل سيناريوهات غير واقعيّة وتصديقها.[٣]
    • عدم محاربة الملل: إنّ تسلل الملل إلى العلاقة الزوجية سيعني بالتأكيد بدء التذمر ومحاولة البحث عن مصادر للمتعة، وتتأتى هذه الحالة من خفوت أحد الطرفين أو كليهما معًا، وعدم بحثهما عن تجديد مصادر المتعة، ويُشير الخبراء المعنيّون إلى أنّ مسؤوليّة التّجديد يضطلع بها كلا الطرفين، فيكونان مسؤولين عن تطوير أبعاد العلاقة وابتكار المفاجآت الممتعة.[٤]
    • البحث عن الكمال والمثالية: يدخل الأزواج في بداية زواجهم بتوقعات قوية وصورة مثالية وكاملة وحالمة عن شخصية الطرف الآخر التي يريد الارتباط بها، وعادةً لا توجد هفوات أو أخطاء في هذا التوقع، لذلك؛ عند الزواج يقع الكثير من الأزواج في خطأ ترقب المثالية من الآخر، مع عدم الإدراك أن النقص حالة طبيعية من كل إنسان، مما يجعل التركيز على الأخطاء والسلبيات أكثر بكثير من التفاعل مع الإيجابيات، وهذه التوقعات يمكن أن تضع الكثير من الضغوطات على الشخص الآخر، مما يجعله يشعر بالإحباط، وبالتالي فشل العلاقة الزوجية.[٥]
    • الإهمال: إنّ الإهمال وقضاء الشخص لوقت طويل مع نفسه، يساهم كثيرًا في شعور الطرف الآخر بأنه غير مرغوب فيه، وأنه عبءٌ ثقيل على زوجه، ممّا يقتل كلّ جذور الحبِّ والمودة ويشعل المشكلات، فتفشل أخيرًا الحياة الزوجية، ويجب على الزوجين إدراك أن الوقت الذي يقضيه مع شريك الحياة كفيل بتناغم الحياة والتواصل فيما بينهما، لذا على الزوجين ترتيب أوقات العمل والمنزل ليجدا وقتًا لعلاقتهما.[٥]
    • الإدمان: تعاطي المخدرات والكحول والقمار كلها أشكال من الإدمان التي تؤدي إلى فشل الزواج.[٥]
  • أسباب جنسيّة: الزّواج قائم في أساسه على تحصين النّفس وتلبية الرّغبات الزوجيّة ضمن إطار شرعي وقانوني، وقد تكون العلاقة الحميمة سببًا في انهيار الزّواج، ليس فقط بانعدامها بين الزّوجين، بل لها أوجه أخرى يمكن أن تساهم في فشل الزّواج، نذكر منها ما يأتي:[٦]
    • تحكّم أحد الزّوجين بوتيرة العلاقة الحميمة دون النّظر لاحتياجات الطّرف الآخر، فقلّة الجنس أو كثرته دون رغبة الشّريك تقتل العلاقة بين الزّوجين، إذ يجب أن تكون العلاقة الحميمة بين الزّوجين بالاتفاق والتّراضي.
    • استخدام العلاقة الحميمة كوسيلة للضّغط على الشّريك، وهي من أخبث الوسائل التي يتّبعها بعض الأزواج للتأثير على الطّرف الآخر وإجباره على تحقيق رغباته الحياتيّة، ويدخل ضمن هذه النّقطة بالإضافة للامتناع عن الجنس لمعاقبة أو إجبار الشّريك على أمر ما، واستخدامه كوسيلة لمكافأة الشّريك على حسن سلوكه، وهذه طريقة ساذجة ومنفّرة مع الوقت.
    • تباعد الفترات التي يمارس فيها الزّوجان العلاقة الحميمة يمكن أن تتسبّب بفتور العلاقة الزّوجيّة بينهما، وقد يُعزى مثل هذا الأمر إلى انشغالهم بمشاغل الحياة، لا سيما إن كان كلا الزّوجين يعملان.
    • اختلاف وجهات نظر الزّوجين حول العلاقة الجنسيّة، فقد يكون أحدهما شديد التحفّظ من هذه النّاحية مما يحرم الطّرف الآخر من الاستمتاع، أو يلجأ أحدهما إلى مشاهدة الأفلام والصور الإباحيّة ويجبر الشريك على مشاركته إيّاها.
    • اعتبار أنّ العلاقة الحميمة واجب الزامي يحتّمه روتين الحياة الزوّجية ولا تحرّكه المشاعر والإثارة.
    • عدم وصول أحد الشّريكين للرضا الجنسي، مما يصيبه بالفتور والبرود، وهو ما يؤثّر عليه وعلى الطّرف الآخر.
  • الأعباء الاقتصاديّة: تلعب هذه الأسباب دورًا كبيرًا في حدوث خلافات يصعب حلّها في الكثير من الأحيان بين الزّوجين، وتشير الكثير من الدّراسات إلى أنّه السّبب الأول في إفشال الحياة الزوجيّة، فأكثر من 40% من الأزواج الذين انقضت فترة على زواجهم تتركّز أكثر مخاوفهم حول الأزمات الماليّة وما تؤثّره من ضغوطات نفسيّة على كليهما، إذ إنها تتسبّب في الكثير من المشاكل والنّزاعات بينهما، وقد ينعكس هذا الأمر على ثقة الرّجل بنفسه؛ لعدم قدرته على توفير احتياجات منزله وعائلته، مما يزيد من الشعور بالغضب والإحباط لديه.[٧]

الآثار السلبية للطلاق

إن للطّلاق آثارًا ونتائج تؤثّر سلبًا على الأطفال ويكون له انعكاساته على المجتمع، وفيما يلي تلخيص لهذه الآثار:[٨][٩]

  • تفكك نواة المجتمع وهي الأسرة لينتج عن الطّلاق أطفال محبطون نفسيًّا وعاطفيًّا، مما يؤثّر على فعاليّتهم وإنتاجيّتهم في المجتمع.
  • ارتفاع مستويات الفقر والعوز لدى النّساء المطلّقات، مما يؤثّر سلبًا على الأطفال بانخفاض المستوى المعيشي عمّا كانوا معتادين عليه قبل الطّلاق، خاصّةً في السّنة الأولى من الطّلاق؛ إذ بيّنت الدّراسات أن ما نسبته 77-83% من الأمهات المطلّقات وأطفالهن يعيشون بفقر يؤثّر على أمورهم المعيشيّة من حيث المأكل، والمشرب، والدّراسة وتوفير الاحتياجات، وحتى المسكن.
  • تراجع التحصيل الدّراسي للأطفال من أسر اختبرت تجربة الطّلاق من خلال التأثير على الصحّة النفسيّة التي تؤثر على تحصيلهم الدّراسي، بالإضافة إلى قلّة الاهتمام والرّعاية عمّا كانوا يتلقّونها أثناء وجودهم كأسرة واحدة.
  • ارتفاع مستويات القلق والتوتّر لدى الأطفال، مما ينعكس على تصرّفاتهم التي تميل للعنف أكثر.
  • إدخال الأطفال في دوّامة النّزاعات على الحضانة والنّفقة بين الوالدين المنفصلين، مما يجعلهم يعانون من اضطرابات النّوم والكوابيس والأفكار السلبيّة.
  • شعور الأطفال باليأس وخيبة الأمل؛ لفقدان الاهتمام العاطفي بهم عمّا كانوا عليه كأسرة واحدة، مما يؤثّر على نموّهم الفسيولوجي والنّفسي.
  • فشل الأطفال في تكوين علاقات اجتماعيّة؛ بسبب تكوّن أزمة ثقة لديهم نتيجة انفصال والديهم، ويكون من الصّعب عليهم الاندماج مع محيطهم أو حتى الاقتناع بالحب والعلاقات العاطفيّة.
  • انحراف الأطفال في الكثير من حالات الطّلاق، كإدمان المخدّرات، ورفقاء السّوء، كنوع من التمرّد على الواقع والرّغبة بنسيانه.
  • ارتفاع احتماليّة إصابة الأطفال بالاكتئاب، إذ لاحظ المختصّون أن الطّلاق يلعب دورًا كبيرًا في إصابة الأطفال من عوائل اختبرت تجربة الطّلاق بالاكتئاب ثنائي القطب.
  • فقدان إيمان الأطفال بقوّة الأسرة، وفشل بعضهم في تكوين الأسر والمحافظة عليها في المستقبل.

المحافظة على الحياة الزوجية

توجد عدة طرق يمكن اتباعها للحفاظ على الحياة الزوجية:[١٠]

  • الحفاظ على التواصل بين الزوجين، فعلى الطرفين إيجاد وقت لقضائه مع شريكه والتحدث معه وعن توقعاته وأحلامه المستقبلية، لأن ذلك كفيل باستمرار الحياة الزوجية.
  • وضع ميزانية وجدول مصروفات للأمور المهمة والعيش ضمن هذه الحدود، وعلى الأزواج أن يضعوا الترفيه والهدايا ضمن الميزانية ولو بجزء قليل لما له من دور في الحفاظ على الحياة الزوجية بعيدًا عن الملل.
  • الاحترام المتبادل بين الزوجين وحسن المعاملة والابتعاد عن الضرب والاستهزاء، فهي من أهم الأسباب لاستمرار الحياة الزوجية.
  • الاعتناء بالنفس، فعلى كلا الزوجين الاعتناء بالمظهر العام وتناول الغذاء الصحي، لأن إحدى الخيبات تبدأ عند تغير شكل الطرف الآخر، وعلى الزوجين تذكر الصفات الجيدة للطرف الآخر التي أحبها فيه.

عن قلوب

شاهد أيضاً

مكان أطول سكة حديد في العالم

السكك الحديدية الهندية تسجل رقما قياسيا جديدا مع أطول قطار شحن SheshNaag بطول 2.8 كم …

اترك تعليقاً