من الاسباب التي تجعل الطفل يكذب هي التعود والسبب النفسي ويجب ان نحرص علي معالجة المشكلة بطريقة صحيحة
أسباب الكذب عند الأطفال
الكذب مهارة خاطئة يلجأ لها الطّفل للتهرّب من أمر لا يحبّه أو يزعجه أو للتخلّص من العقاب، أو لتحقيق حاجة والوصول لهدف معيّن، أمّا الأسباب التي تدفع الطّفل للكذب فهي كثيرة وتختلف باختلاف شخصيّة الطّفل، وفيما بعض من هذه الأسباب:[٢][٣]
- اختبار تجربة جديدة: فالكذب شعور جديد يختبره الطّفل، ويحب تجربته لمعرفة عواقب الأمور، فعندما يكذب ينتظر ردّة فعل والديه ونوعيّة العقاب أو المسامحة، والتّساؤل عن ماذا سيحدث له لو كذب في أمر معيّن.
- كسب التّعاطف: للحصول على تقدير الذّات والقبول من الآخرين، فيلجأ الطّفل لاختراع بعض القصص غير الصّحيحة حتى يشعر بحب من حوله وتعاطفهم معه.
- الظهور بصورة مثالية: يلجأ الطّفل القلق وغير السّعيد للكذب حيال تصرّفاته وشعوره؛ لأنّه يرغب بإثبات أنّه مثالي وبخير لوالديه، وحتى يتخلّص من قلقهم عليه.
- لمعاندة الضغوط: قد يشعر الطفل أحيانًا بضغوط كبيرة من أبويه بفعل بعض الأمور، لذلك يلجأ إلى الكذب حتى يتخلّص من الواجبات المطلوبة منه باستمرار.
- الاندفاع: والتحدّث بالأمر قبل التّفكير، وهذه الصّفة توجد عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتّت التّركيز، فقد يقولون بأنّهم فعلوا شيئًا وهم في الحقيقة لم يفعلوه أو العكس؛ بسبب الاندفاع والنّسيان أحيانًا.
- تقليد الأبوين: فقد يسمع الطفل من والديه العديد من الروايات الخاطئة، فيقلدهم في ذلك ظنًا منه أنه الفعل الصحيح، أو عندما يُخبر الوالدين أنّه لا وقت لديهم للذّهاب للملاهي أو الحديقة ويذهبون للتسوّق هنا الطفّل يبدأ بالتّفكير بأنّه لا بأس من الكذب لتحقيق غاياته هو وأولويّاته، وهنا قد يعتقد الآباء أنّ هذه كذبة بيضاء لا تؤذي أحدًا، ولكن الطّفل ينسخ جميع تصرّفات والديه ويقلّدها، فقد يكونا هما سبب كذب طفلهم دون أن يدركوا ذلك.
- الخوف من العقاب: قد يكذب الطّفل على والديه أو مدرّسيه في بعض الأحيان خوفًا من تعرّضه للعقاب، فقد تكون وسيلة بعض الآباء والمسؤولين غير صحيحة في التعامل مع خطأ الطفل مما يدفعه للكذب حتى ينجو من أفعاله. [٤]
- الخيال الواسع: من أسباب لجوء الطّفل للكذب هو خياله الواسع ورغبته بسرد القصص، وإقحام نفسه في الكثير من الأحداث التي يرغب بتجربتها، والكذب هنا محمود لأنّه يطوّر مهارات الطّفل الإجتماعيّة ويساعده على التعلّم. [٥]
علاج الكذب عند الأطفال
قد تكون بدايات ظهور الكذب عند الطّفل علامة على الذّكاء ونمو المعرفة لديه، ولكن يجب ردعه كي لا يصبح الكذب عادة عنده ينتهجها في حياته عند البلوغ، فبمجرّد بلوغه سن السّادسة يصبح قادرًا على التمييز ما بين الحقيقة والكذب، وفي هذا السّن لا بد من تأديبه وغرز فضيلة الصّدق فيه، وفيما يلي أبرز الأساليب التربويّة الرّادعة لكذب الطّفل:[٦][٧]
- اختيار أسلوب عقاب مناسب بعيد عن الضرب والإيذاء النفسي، مثلًا: حرمانه من مشاهدة التلفاز، أو من اللعب بلعبة يفضلها وهكذا؛ لأنّ العقاب الشّديد سيؤدّي إلى إصرار الطفل على الكذب ليحمي الطّفل نفسه منه، وفي المقابل يجب أن يعلم الطّفل أنّه سيُعاقب في حال لفّق الأكاذيب.
- تجنّب نعت الطّفل بصفة الكاذب، فمثل هذا التصرّف يزيد من تدنّي احترامه لذاته، ويكون سببًا بزيادة كذبه.
- التعرّف على السّبب الحقيقي الذي يدفع الطّفل للكذب من خلال تشجيعه على التحدّث عن مخاوفه ومناقشة كيفيّة الوصول لحل لهذه المشكلة.
- قراءة قصص يتعلّم منها الطّفل عن عواقب الكذب وفضائل الصّدق، والتّوضيح له بأنّه سيكون منبوذًا اجتماعيًّا، فلا يثقون النّاس به أو يصدّقونه حتى عندما يكون صادقًا، وأنّ الكذب لا بد أن يُكتشف.
- توفير قدوة حسنة ونموذج صادق للطفل بممارسة الأفعال الصّادقة أمامه باستمرار وتجنّب القيام بعكس ذلك؛ لأنّ الطّفل يقلّد والديه وأفراد أسرته حتى لو كانت الكذبة بيضاء، فالطّفل لا يميّز بين الكذب الأبيض والأسود، فجميعه مغاير للحقيقة عنده.
- العفو عن الطفل ومسامحته في حال اقترافه بعض الأخطاء الصّغيرة حتى يتجنب الكذب لينجو من العقاب.
- إظهار الحب والاهتمام بالطّفل حتى يتجنّب الكذب للحصول عليه، من خلال تشجيعه وذكر إيجابيّاته ومدحه لكونه صادق.
- استخدام نظام المكافآت في حال كان الطّفل في سن صغيرة، من خلال مكافأته على كل يوم يمر عليه دون أن يكذب فيه مهما كانت الكذبة.
- مدح صدق الطفل أمام الجميع والتّركيز على نقاط قوّته وإيجابيّاته بدلاً من توبيخه خاصّةً الطّفل الذي يعاني من فرط الحركة وتشتّت التّركيز، إذ يكون هؤلاء أكثر عرضة للكذب.[٨]
علامات الكذب عند الأطفال
على الأهل متابعة تطوّر مهارة الكذب عند الطّفل، فهي على الرّغم من كونها مهارة معرفيّة إلاّ أنّها خصلة سيّئة لا بد من تقويمها حتى لا تُصبح الصّفة المميّزة للطّفل حتى بعد بلوغه؛ لأنّه من شبّ على شيء شاب عليه، وتوجد بعض العلامات التي قد تنبئ بأنّ الطّفل أو المراهق يكذب، ولكنّها أيضًا قد تدل على اضطراب نفسي أو خوف، وعلى الأهل التّمييز ودقّة الملاحظة، وفيما يلي بعض من هذه العلامات: [٩]
- طول فترة الإجابة بعد سؤال مباشر: توجد أسئلة لا تحتاج عادةً إلى وقت طويل للإجابة، مثل هل أنجزت واجباتك، هل ذهبت للمدرسة اليوم، فعندما يستغرق الطّفل أو المراهق فترة طويلة للإجابة، يكون يبحث عن تأليف كذبة، ولكن على الأهل التّفريق بين السّكوت فترة عن الإجابة للكذب أو خوف ورهاب مما يعاني منه الطّفل أو المراهق.
- تغيير الموضوع الأساسي: بإعطاء معلومات فضفاضة والمراوغة للحديث عن موضوع آخر لتجنّب الحديث عن الموضوع الأساسي، فهذه علامة على أنّه يود إخفاء أمر ما.
- رفع نبرة الصّوت: نبرة الصّوت تكشف حقيقة مشاعر الشّخص، والطّفل أو المراهق ليسوا باستثناء فعندما يرفع أي منهما صوته لا سيما في نهاية الكلام يكون ذلك دلالة على خوفه أو توتّره من انفضاح أمر ما لا يرغب بالإفصاح عنه.
- تجنّب التّواصل بالعين: عندما يُبعد الطّفل أو المراهق عينيه عن عيني والديه عند الإجابة عن سؤال محدّد فإنّه ينوي تزييف الحقائق، خاصّةً إذا رافقه كثرة الرّمش والنّظر للأسفل أو للأمام، فهو مؤشّر على شعوره بالذّنب أو الخوف والإحباط.
- المسافة الماديّة: فطول المسافة بين الأجساد تساوي البعد أو القرب العاطفي، فقد يبتعد الطّفل أو المراهق لا إراديًّا عندما يبدأ بالتّفكير بجواب للسّؤال، أو يحتمي خلف أي قطعة آثاث، أو يغيّر من جلسته ليبتعد عن طارح السّؤال، فقد لا تدل هذه الإشارات على نيّة الكذب ولكنّها على الأقل تعني خوفه من قول الحقيقة ورغبته بالمراوغة.