الامراض النفسية هي امراض تصيب الانسان في نفسيته ويجب ان نري طبيب لمساعدتنا في العلاج كي لا تتفاقم المشكلة
التغلّب على الرهاب الاجتماعي
إنّ الخوف من التعرض للمناسبات الاجتماعية أو المواقف الاجتماعية يجعل المصاب يتجنبها قدر الإمكان، لكن للتغلب على القلق والرهاب يجب على المريض المواجهة، وتوجد العديد من الخطوات للمساعدة في إعداد شخص للتفاعلات الاجتماعية التي قد تُشعر بالتوتر قبل الاضطرار إلى مواجهته، وتضم كلًا مما يأتي:[٥]
- تحفيز الأفكار الإيجابية قبل الارتباطات الاجتماعية.
- إعادة صياغة التفكير السلبي، وهذا ما يعتمد عليه العلاج النفسي السلوكي، إذ إن استمرار الشخص بإخبار نفسه بأنه يمتلك صفة الخجل على سبيل المثال سيعزز من مخاوفه في التحدّث إلى الناس.
- عدم الاعتماد على الأدوية النفسية المهدئة.
- مواجهة المخاوف، فمن المستحيل التغلب على الرهاب دون مواجهة.
- يجب على الشخص التركيز على الناس في المواقف الاجتماعية وعدم التركيز على ذاته.
علاج الرهاب الاجتماعي
يختلف علاج الرهاب الاجتماعي المتبع في هذه الحالات باختلاف منشأ المشكلة واختلاف الأشخاص وردود الفعل التي تصدر عنهم وعلى درجة تأثير الرهاب الاجتماعي على أنشطة المصاب ووظائفه الحياتية العادية، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى الأدوية، أو إلى أساليب العلاج النفسي، أو إلى كليهما معًا لعلاج حالات الرهاب الاجتماعي، ومن العلاجات المستخدمة في حالات الرهاب الاجتماعي:
- العلاج الطّبي والدوائي: مثل استخدام المهدئات ومضادات الاكتئاب ومثبّطات مستقبلات السيروتونين، وذلك كما يأتي:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs: تشكل هذه الأدوية الخيار العلاجي الأول لتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي نظرًا لتأثيراتها الجانبية القليلة، ولكن قد ينطوي استخدامها على احتمال حدوث انسحاب عند المريض، مما يعني ضرورة تخفيض كميتها قبل نهاية مرحلة العلاج، ومن الأمثلة عليها: باروكسيتين، وسيرترالين وغيرهما، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الصداع، والغثيان، والأرق، والضعف الجنسي.
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبرفين SNRIs: تنتمي هذه الأدوية إلى فئة مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج مرض القلق، وتكمن آلية عملها في التركيز على الناقلين العصبيين؛ السيروتونين والنورإيبرفين، وتحتاج هذه الأدوية إلى فترة 3 أشهر ليلحظ المصاب تحسّنًا في الأعراض التي يشكو منها.
- مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين MAOIs: صُنفت هذه الأدوية باعتبارها فعالة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي، غير أنها تنطوي على بعض التأثيرات الجانبية الخطيرة إذا أساء الشخص استعمالها.
- البنزوديازيبينات: مثل كلونازيبام، وألبرازولام، وتنتمي هذه المجموعة الدوائية إلى الأدوية المُضادّة للقلق، ويصفها الطبيب عادةً لفترة قصيرة، إذ إنّ تناولها لفترات طويلة قد يسبب الاعتماد عليها، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الارتباك أو النّعاس، أو الدوار، أو فقدان التوازن، أو فقدان الذاكرة.
- حاصرات بيتا: تؤخذ أدوية حاصرات بيتا فمويًا قبل مواجهة حدث اجتماعي مثير للقلق لتخفيف أعراضه المحتملة، مثل تسارع دقات القلب ورعاش اليد واضطرابات المعدة.
- الأدوية المضادة للقلق: تشتهر أدوية البنزوديازيبينات المضادة للقلق مقدرة سريعة على تخفيف حدة القلق، لكنها تبقى من بين الأدوية التي يسهل الإدمان عليها.
- العلاج النفسي: يستخدم العلاج النفسي مجموعة واسعة من التقنيات لمساعدة الشخص على رؤية نفسه ومشاكله في ضوء أكثر واقعية والتغلب عليها والتعامل معها بشكل فعال، وتوجد العديد من أنواع العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج الإدراكي والعلاج الشخصي والعلاج الديناميكي النفسي والعلاج الأسري، ويساعد هذا العلاج على تعلم كيفية التحكم بالقلق من خلال تمارين الاسترخاء والتنفس، وكيفية استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، كما يساعد هذا النوع من العلاج في مواجهة المواقف الاجتماعية تدريجيًّا، بدلًا من تجنبها، ويمكن أن يساعد العلاج وتغيير نمط الحياة والأدوية العديد من الأشخاص في التغلب على قلقهم في المواقف الاجتماعية، ويكون اختيار العلاج حسب تقييم المُعالج وفق ما يراه مناسبًا لحال الشخص، وللحصول على أفضل النتائج يجب اتباع نصائح الأخصائي النفسي، فالرهاب الاجتماعي ليس مشكلة أبدية، بل من الممكن أن تنتهي إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة، ويكون العلاج النفسي وسيلة فعالة لتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي عند معظم المرضى، فهم يخضعون إلى جلسات علاجية يتعلمون فيها كيفية مواجهة الأفكار السلبية عن النفس، وتغييرها وتطوير مهاراتهم الذاتية لاكتساب ثقة كبيرة في المواقف الاجتماعية المختلفة. ويمثل العلاج المعرفي السلوكي الأسلوب الأشد فعالية للعلاج النفسي لحالات الرهاب والقلق الاجتماعي، وتكون فعاليته هي ذاتها سواء في جلسات العلاج الفردي أم جلسات العلاج الجماعي. وفي هذا العلاج يعمد الطبيب إلى تعريض المريض إلى بعض المواقف التي تثير في نفسه الرهبة والخوف، مما يحسن مهارات التكيف والتأقلم عنده، ويساهم في تطوير ثقته بنفسه إزاء التعامل مع المواقف المثيرة للقلق. ويمكن للمريض أن يشارك في جلسات تبادل الأدوار لاكتساب المهارات الاجتماعية والثقة حين التعامل مع الآخرين، فهذا الأمر يكون مفيدًا لمواجهة المخاوف المتعلقة بالمواقف الاجتماعية، ويجري العلاج النّفسي وفقًا لمجموعة من التقنيات والأساليب منها:
- التعرّض: يعتمد هذا الأسلوب على تعريض المريض إلى موقف اجتماعي معين إما عبر التخيل وإما عبر التجربة، فإذا كان المريض مصابًا بحالة شديدة من الرهاب الاجتماعي، يلجأ الطبيب النفسي حينها إلى تعريض المريض إلى موقف متخيّل أولًا، قبل أن يُعرضه إلى تجربة واقعية، وهكذا، سيصبح المريض عبر الممارسة والتجربة أكثر راحة في التصرف مع المواقف التي يحاول تجنبها.
- إعادة البناء الإدراكي: يهدف هذا الأسلوب إلى التركيز على الأعراض الإدراكية للرهاب الاجتماعي، مثل ضعف الثقة بالنفس، والخوف من تقييم الآخرين وتحيّز العزو السلبي (أي عزو المريض النتائج الإيجابية إلى الصدفة والنتائج السلبية إلى عيوبه). ويتضمن هذا العلاج سلسلة من التمارين المصممة لتحديد الأفكار السلبية وتقييم مدى صحتها وبناء أفكار بديلة عنها.
- العلاجات البديلة: حاول الباحثون تحري نجاح الكثير من العلاجات العشبية التي من المفروض أن تكون مفيدةً لعلاج القلق، ولقد جاءت نتائج الدراسات بنتائج متضاربة نوعًا ما، كما أن الكثير منها لم تتوصل إلى وجود فائدة كبيرة وراء تناولها، بل إن الباحثين أكدوا على إمكانية الإصابة بمشاكل في الكبد عند تناولها، بما في ذلك عشبة الكافا وعشبة الناردين، وينصح بعض الخبراء بتجربة علاجات بديلة أخرى، مثل؛ اليوغا، والعلاج العطري، وتناول بعض المكملات الغذائية، لكنها تبقى غير مثبتة، ولا يوجد ما يكفي من الأدلة العلمية لتأكيد فاعليتها فيما يخص علاج الرهاب الاجتماعي.
العلاج الأفضل للرهاب الاجتماعي عند الأطفال
لا تظهر حالات الإصابة بالرهاب الاجتماعي عند البالغين فحسب، وإنما يُمكن لبعض الأطفال أن يُعانوا من الأمر نفسه أحيانًا، وعادةً ما يتعرف الوالدان على إصابة طفلهم بالرهاب الاجتماعي عند ملاحظتهم لكثرة بكائه، وكثرة نوبات غضبه، و محاولته لتجنب الاختلاط بالأطفال الآخرين والبالغين، وخوفه الشديد من الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الصفية، وعلى العموم فإن علاج الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال يُشبه إلى حدٍ كبير علاج نفس المشكلة عند الكبار، لكن غالبًا دون الحاجة إلى وصف الأدوية، ويُمكن للأطباء محاولة دمج الطفل بمجموعة أخرى من الأطفال لمساعدته على التغلب على الرهاب الاجتماعي الذي يُعاني منه