في بعض الاوقات نجد انفسنا في حالة من الانعزال من الناس وعدم الرغية في رؤية اي شخص لان نفسيتنا تكون تعبانا
أسباب الانعزال عن الناس
تتضمن بعض أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انعزال الناس اجتماعيًا ودفعهم إلى الوحدة والعزلة ما يلي:
- العيش وحيدًا: يؤدي العيش وحيدًا دون وجود شريك للحياة إلى المعاناة من العزلة الاجتماعية والوحدة، وتُساهم مشاكل العلاقات والانفصال في زيادة الشعور بالوحدة عند الكثير من الناس بغض النظر عن جنسهم أو أعمارهم، لكن تبرز هذه المشكلة أكثر عند الرجال وليس عند النساء، وفي الحقيقة فإن فرص إصابة الرجال المنفصلين أو المطلقين بالعزلة هي أكثر بمقدار 13 ضعفًا مقارنة بالرجال المتزوجين بينما فرص إصابة النساء المطلقات بالعزلة أكثر بمرتين مقارنة مع النساء المتزوجات.
- الانفصال الجغرافي: يُعد البُعد المناطقي أو الجغرافي عاملًا مهمًا من عوامل العزلة الاجتماعية أيضًا، وهذا الأمر يُمكن أن يكون ناجمًا عن التشتت أو التبعثر في تنظيم أماكن السكن في المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية.
- البطالة: يتلقى الأفراد العاطلون عن العمل في بعض البلدان معوناتٍ مادية من الحكومات لتسهيل أوضاعهم المعيشية، لكن تبقى البطالة وعدم الرضا عن الوضع المادي من بين الأسباب التي تدفع بالكثير من الأفراد إلى العزلة، وهذا الأمر يظهر عند الكثير من الأفراد بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم.
- وسائل التواصل الاجتماعي: يرى الخبراء بأن العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وبين الإصابة بالعزلة هي علاقة معقدة، ويوجد الكثير من العوامل التي تؤثر وتتأثر بها؛ فمثلًا تشير بعض التقارير إلى إقبال الأفراد الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة على استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أفراد العائلة الآخرين والأصدقاء، لكنهم في نفس الوقت لا يُفضلون امتلاك أصدقاء كُثر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت تقارير أخرى إلى تزايد العزلة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة لكون العلاقات القائمة في هذه الوسائل هي علاقات هشة وغير راسخة، حتى ولو كان عدد الأصدقاء كبيرًا.
- الأمراض النفسية: تنشأ العزلة احيانًا عن الإصابة بأمراض نفسية؛ كالاكتئاب والقلق الشديد الناجم عن الخوف من الاختلاط بالآخرين.
- أسباب أخرى: ألقى بعض الباحثين اللوم على الجينات الوراثية في التسبب بالعزلة لدى البعض، كما أرجع باحثون آخرون العزلة إلى فقدان أو موت أحد الأحبة، وفقدان الثقة في النفس، بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة؛ كالعمل من المنزل، أو تغيير طبيعة العمل أو الدراسة، أو فقدان العلاقات الاجتماعية العميقة، أو حتى قضاء الشخص الأعزب للكثير من الوقت بالقرب من العائلات والمتزوجين.
ويبقى الشعور بالوحدة والانعزال من بين الأحاسيس التي لازمت البشر منذ وجودهم على سطح الأرض، ومن الطبيعي أن يُعاني البعض من العزلة بين الحين والآخر، لكن مشكلة العزلة تُصبح خطرًا في حال أصبحت أمرًا مزمنًا أو ملازمًا للفرد أو أصبحت مصدرًا للعذاب الوجداني عند البعض، ولقد توصل أحد استطلاعات الرأي التي شملت أكثر من 6 آلاف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجود علاقة بين العزلة وبين عدم الرضا عن العائلة أو الحياة الاجتماعية، ولقد عبر حوالي 28% ممن أفادوا بآرائهم عن شعورهم بالوحدة الدائمة أو في معظم الأوقات نتيجة لعدم رضاهم عن حياتهم العائلية.
حلول لمشكلة الانعزال عن الناس
يسعى الخبراء إلى طرح الكثير من الحلول العملية للتغلب على مشكلة العزلة الاجتماعية عند الناس من أجل تجنيبهم المضاعفات السيئة الناجمة عن هذه المشكلة، مثل:
- الاعتراف بالمشكلة: تشتهر المجتمعات الغربية بتمجيدها للمبادئ الفردية على حساب المبادئ المجتمعية، وهذا الأمر يدفع بالأفراد إلى الاعتماد على ذاتهم بإفراط إلى حد الانطوائية والعزلة وعدم الاعتراف بمشاعر الوحدة في داخلهم، ولعلاج هذه المشكلة يجب في البداية الاعتراف بوجودها ومن ثم علاجها عبر حث الأفراد على الحديث مع الآخرين وبناء علاقات جديدة، بالإضافة إلى الانخراط بالأنشطة المجتمعة؛ كالتطوع مثلًا.
- الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي: يهرع البعض إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن الأصدقاء وعلاج مشاكل الوحدة والعزلة لديهم، لكن المشكلة هي أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي، بل قد تتسبب هذه الوسائل في تعميق الشعور بالوحدة وليس إيجاد حلولٍ لها.
- الاستعانة بالحيوانات الأليفة: توصلت أحد الدراسات إلى نتيجة مفادها أن تبني أحد الكلاب هو أحد العوامل التي تُقلل من خطر الموت المبكر، خاصة عند الأفراد الذين يعيشون لوحدهم والأكثر عرضة للمعاناة من الوحدة.
- تقبل واستغلال الوحدة: بوسع الأفراد الذين يُعانون من الوحدة تحويل هذه المشكلة لما يخدم مصلحتهم عبر تقبل مشاعر الوحدة في البداية، ثم استغلالها لتطوير مهارات جديدة أو تعلم طرق التأمل الذهنية والروحية، أو استغلال الوقت للاستمتاع بأبسط الأمور؛ كشرب الشاي والاستماع إلى الموسيقى.